الثلاثاء، 26 يونيو 2012

غذاء الروح


غذاء الروح







وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ :
(ليأتين على الناس زمان، لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا).. إن الربا -هذه الأيام- يأتي من الأموال المودعة في البنوك، ومن القروض الربوية.. حيث أن هناك من يستقرض من البنوك قروضاً ربوية محرمة لأبسط الأمور!..
 
حــكــمــة هذا الــيــوم :
لقد أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد (ص) في ليلة المعراج: (…. يا أحمد!.. إن في الجنة قصراً من لؤلؤة فوق لؤلؤة ودرة فوق درة، ليس فيها فصم ولا وصل، فيها الخواص أنظر إليهم كل يومٍ سبعين مرة، وأكلمهم.. كلما نظرت إليهم؛ أزيد في ملكهم سبعين ضعفاً.. وإذا تلذذ أهل الجنة بالطعام والشراب؛ تلذذوا بكلامي وذكري وحديثي).. قال رسول الله (ص): (يارب!.. وما علامة أولئك؟.. قال تعالى: مسجونون: قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكلام، وبطونهم من فضول الطعام).  هذا الحديث القدسي يشير إلى صورة مذهلة من المسانخة: فمن لا يتلذذ بفضول الكلام في الدنيا؛ يكون جزاؤه يوم القيامة هو التلذذ بكلام الرب المتعال.. ومن يتحرز من النظر المحرم، ومن فضول النظر في الدنيا؛ يكون في الآخرة ممن يتلذذ بنظر الله عز وجل إليه.
 
في رحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) :
سئل رجل الامام الباقر (ع)قلت للباقر (ع): (يا ابن رسول الله!.. ألستم كلكم قائمين بالحق؟.. قالبلى، قلتفلم سُمي القائم قائما؟.. قال (ع): لما قُتل جدي الحسين، ضجّت الملائكةإلى الله عز وجل بالبكاء والنحيب، وقالواإلهنا وسيدنا!.. أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك من خلقك؟.. فأوحى الله -عز وجلإليهم: "قرّوا ملائكتي!.. فوعزتي وجلالي،لأنتقمن منهم ولو بعد حين".. ثم كشف الله -عز وجلعن الأئمة من ولد الحسين -عللملائكة، فسُرّت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلي، فقال الله عز وجلبذلك القائم أنتقممنهم)
 
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم ؟
ذكر صوم شعبان فقال الصّادق (عليه السلام): )انّ في فضل صوم شعبان كذا وكذا حتّى انّ الرّجل ليرتكب الدّم الحرام فيغفر(
 
بستان العقائد :
عن الإمام علي (عليه السلام): (تعلموا القرآن؛ فإنه أحسن الحديث!.. وتفقهوا فيه؛ فإنه ربيع القلوب!.. واستشفوا بنوره؛ فإنه شفاء الصدور!.. وأحسنوا تلاوته؛ فإنه أنفع القصص)!..القرآن أيضاً شفاء للأرواح والأبدان، فالذي يكثر تلاوة القرآن، ويعلم القرآن للغير -والله العالم- هذا إن أصابه مرض، وقرأ سورة الفاتحة على موضع ألمه من مرة إلى سبعين مرة، لا يُستبعد أن يبرأ من فوره؛ لأن هذا لسانه لهج بالقرآن.. بينما هناك من لا علاقة له بالقرآن ويده لا تلمسه إلا في الفواتح، وفي المقابل هناك من يلازم القرآن دائماً وفي كل حالاته: في السفر، والحضر، وليلة الزفاف، وعلى فراش المرض، وفي فراش النوم؛ القرآن معه دائماً وأبداً!..
 
كنز الفتاوي
هل يجوز للمرأة أن تضع مسحوقاً وكْرِيمَاً لإخفاء الحبوب التي بوجهها، أم أن هذا يعدُّ من التبرج والزينة إذا رآها الأجنبي؟
إن عدّ العرف ذلك نوع زينة فإنه يجب الستر.
 
ولائـيـات :
إن بعض الناس يذهب إلى المساجد، وأيام محرم ينتقل من مجلس عزاء إلى مجلس عزاء؛ ولكن في مقام العمل لا يتغير؛ أي هذا إنسان مختوم على قلبه!.. ومن أسباب انغلاق القلب: أكل الحرام ومنه الربا والطعام الشبهة، وهذا ما يؤكده كلام سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء عندما (أحاطوا بالحسين من كل جانب، حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج (عليه السلام) حتى أتى الناس فاستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم: ويلكم!.. ما عليكم أن تنصتوا إليّ فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشَدين، ومن عصاني كان من المهلَكين، وكلكم عاص لأمري، غير مستمع قولي، فقد مُلئت بطونكم من الحرام، وطُبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟!.. ألا تسمعون..)؟!.. أي أن هذا الحرام جعلكم تقاتلون ابن ابنة رسول الله (ص).
 
فوائد ومجربات:
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أربع كلمات، ينبغي لكل مؤمن أن يكتب هذه الكلمات، ويضعها في جيب ابنه الذي يريد أن يذهب إلى بلاد الغرب سواء للدراسة أو للسياحة، مع مبلغ من المال، ويقول له: هذا المال في جانب، وهذه الكلمات الأربع في جانب، قال (عليه السلام): (من غض بصره؛ أراح قلبه)؛ لأن الغليان الذي في قلوبنا، والشهوات التي في نفوسنا؛ هي لأننا نظرنا إلى ما نشتهي!.. لذا، فإن الشاب الذي لا يرى حراماً؛ فإنه: لا يشتهي حراماً، ولا ينام الليل يتقلب في الفراش وهو يفكر فيمن رآها، ولا يسعى للحديث مع من أعجب بها؛ فهذه المفاسد كلها من النظر!.. هناك بعض الشباب في زماننا هذا، وهو يعيش مع الناس، إذا أغمض عينيه لا يمكنه أن يتذكر امرأة أجنبية، لا يمر في ذاكرته إلا أمه وأخته وعمته وخالته!.. فإذن، لا عذر لمن يذهب إلى بلاد الغرب ويقول: ليس الأمر بيدي؛ بل هو المقصر.
****
﴿ غُضُّوا أبصارَكُم؛ تَرَونَ العَجائبَ 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق